📁 آخر الأخبار

المحور الاول التوجيه الفنى يوليو 2024 ماهية الإشراف والتوجيه الفني Word -PDF

ماهية الإشراف والتوجيه الفني وتطوره وأهدافه وأنماطه

 

v              ماهية الإشراف والتوجيه الفني

تحميل المادة العلمية محور 1 PDF

تحميل المادة العلمية محور 1 WORD

Ø     أولاً مفهوم الإشراف والتوجيه الفني:

لا يوجد مجال في الحياة لا يحتاج إلى إشراف ومتابعة ودعم، وذلك لتحقيق أفضل النتائج على صعيد ذلك المجال، والإشراف والتوجيه الفني من أهم العوامل التي تسهم إسهاماً مباشراً في تطوير البيئة التعليمية والتربوية، لكونه حلقة الوصل بين الميدان والسياسات التعليمية، وعليه تقوم عمليات التقييم والتقويم والتطوير المهني لكل العاملين بالتعليم، بحيث أصبح الإشراف والتوجيه الفني هو السلم للوصول إلى أفضل النتائج والأساليب التعليمية، وأقصر الطرائق لتحقيق الأهداف.


 

وقد صار حتمياً الاهتمام بالإشراف والتوجيه الفني، حتى يشمل تحسين العوامل المؤثرة على التعليم والمعلم والمنهج والمبنى والتجهيزات والإدارة وغيرها، ويحتل الإشراف والتوجيه الفني مركزاً مهماً في النظام التعليمي حيث يتم من خلاله تقويم وتطوير العملية التعليمية ومتابعة وتنفيذ كل ما يتعلق بها لتحقيق الأهداف التربوية والإشراف على جميع العمليات التي تتم في المدرسة سواء أكانت إدارية أم فنية، كما يعتبر مصدراً ثرياً للمعلومات، ومرتكزاً أساسياً للقيادة التربوية في اتخاذها للقرارات وما يمثله من همزة وصل بين الواقع الميداني والمؤسسات المدرسية،  لذا يعد الإشراف والتوجيه الفني من أهم مدخلات النظام التعليمي والجهاز الإداري له، والإشراف والتوجيه الفني يؤثر ويتأثر بما يحدث داخل النظام التعليمي وخارجه، لذلك ؛ فالحاجة تقتضي أن يشهد نظام الإشراف والتوجيه الفني تحولاً وتغييراً مواكباً لتطور العصر، لتحدث نقلة نوعية في الممارسات الإشرافية وصولاً إلى تجويد التعليم وتحسين مخرجاته بشكل مستمر.

ولقد حدث تطور لافت في مفهوم الإشراف والتوجيه الفني خلال السنوات الأخيرة، شأنه في ذلك شأن كثير من المفاهيم التربوية التي تنمو وتتطور نتيجة الأبحاث والدراسات التربوية المتواصلة، وخصوصاً بعد أن كشفت هذه الدراسات جوانب القصور في الأنماط السابقة للإشراف التربوي، أو  فيما كان يعرف بـ (التفتيش) أو (التوجيه التربوي) في محاولة لتلافي أوجه القصور، وإحداث التغييرات المنشودة في عمليات التعليم والتعلم بأساليب جديدة تأخذ في حسبانها البعد الإنساني إلى جانب البعد المعرفي، كما تعتمد مبدأ التنمية المستدامة ومبدأ التعلم مدى الحياة.

وبالرجوع إلى الأدبيات التربوية سيجد المتابع أن ثمة تعريفات متعددة  لمفهوم الإشراف والتوجيه الفني لم يتفق فيها علماء التربية على تعريف محدد للإشراف التربوي، ويعود ذلك إلى تباين اتجاهاتهم ومفاهيمهم بحسب نظرتهم إليه، وفهمهم له، وإلمامهم بجوانبه، وتحليلهم لإطاره ومضمونه، فمنهم من جعله يمد المعلم بما يحتاج إليه من مساعدة، وهناك من جعله يستهدف تزويد المتعلمين في جميع المراحل بمستوى أفضل من الخدمات التربوية، فيما نظرت بعض التعريفات إلى الإشراف والتوجيه الفني نظرة أكثر شمولية حيث اعتبرته عملية ديناميكية تؤدي إلى دراسة وتحسين جميع العوامل المؤثرة في الموقف التعليمي، ولكن جميع هذه التعريفات في مضمونها تجمع على أن الإشراف والتوجيه الفني هو عملية فنية تهدف إلى تحسين التعليم والتعلم من خلال رعاية وتوجيه وتنشيط النمو المستمر لكلٍ من الطالب والمعلم والمشرف، وأي شخص آخر له أثر في تحسين العملية التعليمية التعلمية، فنيًا كان أم إداريًا.

ويعرّف أيضاً بأنه: "النشاطات التربوية المنظمة التعاونية المستمرة، التي يقوم بها المشرفون التربويون ومديرو المدارس والأقران والمعلمون أنفسهم بغية تحسين مهارات المعلمين التعليمية وتطويرها، مما يؤدي إلى تحقيق أهداف العملية التعليمية التعلمية"، وهو بذلك عملية فنية تشاورية قيادية إنسانية شاملة غايتها تقويم العملية التعليمية والتربوية بكافة محاورها.

Ø    ثانياً: مميزات الإشراف والتوجيه الفني:

وبتأمل التعريف السابق يتضح أن الإشراف والتوجيه الفني المعاصر يتميز بكونه:

§        عملية فنية: تهدف إلى تحسين التعليم والتعلم من خلال رعاية وتوجيه وتنشيط النمو المستمر لكل من المتعلم والمعلم والمشرف وكل من له أثر في تحسين العملية التعليمية التعلمية.

§        عملية تشاورية: تقوم على احترام رأي كل من المعلمين والمتعلمين والقائمين على عملية الإشراف والتوجيه الفني والمؤثرين فيه، وتسعى هذه العملية إلى تهيئة فرص النمو والتشجيع على الابتكار والإبداع.

§        عملية قيادية: تتمثل في المقدرة على التأثير في المعلمين والمتعلمين وغيرهم ممن لهم علاقة بالعملية التعليمية؛ لتنسيق جهودهم من أجل تحسين تلك العملية وتحقيق أهدافها.

§        عملية إنسانية: تهدف إلى الاعتراف بقيمة الفرد بصفته إنسانا وتعزز الثقة المتبادلة بين المشرف التربوي والمعلم مما يمكّنه من توجيه الطاقات واستثمارها على النحو الأمثل.

§        عملية شاملة: تعنى بجميع العوامل المؤثرة في تحسين العملية التعليمية التعلمية، وتطويرها ضمن الإطار العام لأهداف التربية والتعليم.

بأنه: " خدمة أكاديمية وتربوية يقدمها المشرف التربوي إلى المعلمين التابعين له على وجه الخصوص وإلى المؤسسات التربوية (المدارس) بكليتهم كونها نظماً فرعية على وجه العموم، بأساليب إشرافية حديثة تتماشى وحركة تعليم التفكير والتفكير الإبداعي التي أخذت تتعاظم بسرعة واتساع من جهة، وبتوظيف فاعل لتقنيات التعليم ومصادر التعلم المتنوعة من جهة أخرى، وعبر تنوع اتصالي تفاعلي قائم على الود، والثقة، والدعم والخبرة.

        ومما سبق يمكن تعريف الإشراف والتوجيه الفني بأنّه : "مجموعة عمليات متكاملة ومنظمة وديمقراطية وتعاونية تهتم بدراسة جميع عناصر المنظومة التعليمية من إدارة ومعلم وطالب ومناهج ومصادر تعلّم وطرائق ووسائل تدريس وتقييم ومناخ وبيئة تعليمية تعلمية؛ بهدف الوقوف على جوانب القوة لتدعيمها وتعزيزها، وتشخيص الجوانب التي تحتاج إلى تحسين وتطوير، والعمل على وضع البرامج والحلول لتحسينها وتنظيمها وفق آخر المستجدات التربوية لتحقيق أهداف التعليم والتعلّم على أكمل وجه ممكن مما يرضي جميع المستفيدين من العملية التعليمية" .

Ø    ثالثاً: اتجاهات تطوّر الإشراف والتوجيه الفني:

    تطوّر مفهوم الإشراف والتوجيه الفني تطوراً كبيراً في مفهومه وغاياته، ولعل تسميته الحالية بالإشراف الفني بدلاً من التفتيش دليل واضح يعكس هذا التطور الكبير في مفهومه ومجالاته المختلفة والدارس لتاريخ تطور الإشراف الفني يجد اتجاهين متميزين، هما:

1-  الاتجاه التقليدي: والذي كان سائداً حتى ما قبل العشرينيات حيث كان يمارس بشكل تفتيش، وكان الهدف منه التركيز على المعلم بمراقبته والتأكّد من مدى قيامه بواجباته بالصورة المطلوبة منه، ومن ثم تقييمه على أساس معين، وكانت الأعمال التي يجب على المشرف الفني أن يقوم بها لتحقيق هذا الهدف الضيق محدودة، وتقتصر على الزيارات الصفية، والاجتماع بالمعلمين، حيث يقوم بتقديم نصائح وحلول إلى المعلم ليطبّقها في مواقف معينة من عمله التعليمي.

2-  الاتجاه الحديث: الذي يتسم بمفهوم الإشراف ويقوم على دراسة وتحليل الموقف التعليمي، فيركّز على المعلّم من حيث مادته وطريقته، وعلى الطالب، وولي أمره، والبيئة المحلية، ويتميز هذا النوع من الإشراف الفني بالتنظيم والتخطيط.


 

نظرة تاريخية:

وتعد مصر أول بلد عربي يعرف نظام التفتيش الفني المعاصر وذلك عام 1836 م، ولكن أول وثيقة رسمية تحدد ماهية التفتيش ومهام المفتشين صدرت عام 1883م، وقد نصّت الوثيقة على أن المفتشين هم أعين مدير المعارف، يرى من خلالها عمل المدرسين والمديرين والتلاميذ، وهم مساعدون خاصون للوزير يرسلهم متى شاء إلى المدارس والمكاتب لإخباره بتقارير مكتوبة عمّا يرون، جيداً كان أو سيئاً، كذلك على المفتشين التفتيش على نظافة المدارس والطلاب والتجهيزات، وأن يختبروا الطلاب في الدروس والسلوك، وظلت إدارة التعليم في مصر مركزية حتى بعد انتهاء الإشراف الإنجليزي على التعليم عام 1936م، مما جعل المركزية تخنق المدرسين والنظام المدرسي وتثقل كاهل وزارة التعليم فكانت تقوم بكل صغيرة وكبيرة في شؤون التعليم، وبعد عام 1952م رأت الوزارة أن تختص بكل ما هو عام كالتخطيط ورسم السياسة العامة والتوجيهية وترك ما هو أخص إلى المناطق التعليمية، وما هو أخص للمدارس.

ثم تم إصدار عدة قرارات وزارية هدفت إلى تدعيم مبدأ مركزية التخطيط والتوجيه ولا مركزية التنفيذ، أعيد بعدها تنظيم أجهزة وزارة التربية والتعليم للتواؤم مع الظروف الجديدة والخاصة بتحديد مسؤوليات واختصاصات أجهزة الوزارة، كما أعيد تنظيم المجالس العامة وتحديد اختصاصات ومسؤوليات إدارة التوجيه الفني وتنسيق العاملين في المرحلة الثانوية، وفي عام 1969م صدر قرار تنظيم جديد للإشراف الفني على التعليم استحدث بموجبه نظام المفتشين، وتغيير اسم التفتيش رسمياً إلى التوجيه الفني وتبدل اسم المفتش إلى اسم الموجه الفني وتغيير اسم كبير المفتشين إلى مستشار المادة، وأصبحت هناك أربعة مستويات إشرافية، هي: مستشارو المواد (وتم تغيير المسمى إلى مدير عام تنمية المادة)– الموجهون العموم – الموجهون الأوائل للمواد - الموجهون الفنيون للمواد.

        وقد دخل الإشراف في مصر مرحلة جديدة تعترف بضرورة الأخذ بالتدريب والإرشاد والتوجيه، لكن هذه المرحلة ماتزال تعكس مفهوماً يرى أن المستويات الإدارية العليا تعرف أحسن من غيرها، ومع أن هذه المرحلة تعد تطوراً نحو الأفضل، فإن أسلوب الإملاء ما يزال هو المسيطر، وما يزال دور من يوجهون غائباً إلى درجة كبيرة.

Ø    رابعاً: أهداف الإشراف والتوجيه الفني:

       يهدف الإشراف والتوجيه الفني إلى تحسين عمليتي التعليم والتعلّم، وليس من السهل حصر جميع ما يرمي الإشراف الفني إلى تحقيقه من أهداف، وتضمنت التوصية رقم 42 الصادرة عن المؤتمر الدولي للتعليم الذي عُقد في جنيف عام 2008م، مجموعة من أهداف الإشراف والتوجيه الفني نجملها فيما يأتي:

1-     ينبغي أن يكون الهدف الأساس من الإشراف والتوجيه الفني هو العمل بمختلف الوسائل على النهوض بجميع المؤسسات التعليمية، وتحقيق الاتصال المتبادل بين رجال التربية وبين المدرسة والمجتمع.

2-     يعتبر الإشراف أداة لخدمة المعلمين والجمهور من خلال شرح السياسة التعليمية وعرض النظريات التربوية الحديثة.

3-     ضرورة مساهمة الإشراف في تهيئة الوسائل التي تيسر للمعلمين لنجاح في القيام بعملهم من خلال إيجاد فرص الاستزادة من التدريب، واحترام شخصياتهم وآرائهم، حتى يبادروا إلى الابتكار كلما سمحت لهم الظروف بذلك.

4-     أن يبذل المشرفون كل ما في وسعهم لخلق جو من التفاهم، والتعاون والاحترام بين المدرسين وأولياء الأمور لنجاح البرامج التعليمية مهما كان نوعها.

وقسم بعض الباحثين أهداف الإشراف والتوجيه الفني إلى ثلاثة أهداف رئيسة، هي:

1-     الإشراف بهدف الوقاية: وهو ما يتم من أجل محاولة منع وقوع خطأ قد يتعرض له المعلم ويكون ذلك من خلال تعرّف المشرف الفني – بخبرته على المجالات التي يمكن أن تحدث فيها الأخطاء ومن ثم يتداركها وينبه إليها.

2-     الإشراف بهدف البناء: وهو ما يتم من أجل بناء أو تكوين مهارات لدى المعلم ليمارسها أثناء تأدية عمله التربوي داخل فصول الدراسة أو خارجها.

3-     الإشراف بهدف الابتكار: وهو ما يتم من أجل التجديد في العملية التعليمية وابتكار طرائق تثري المجال التربوي، ويتوقف هذا على سعة أفق المشرف الفني واستجابته لما تتمخض عنه الأبحاث التربوية والنفسية، وبالتالي حفز المعلمين على الإبداع والابتكار في مجال عملهم.

فيما حدد بعض الباحثين أهداف الإشراف والتوجيه الفني بشكل تفصيلي في عدة نقاط على النحو الآتي:

1-     رؤية غايات التربية: يهدف الإشراف والتوجيه الفني إلى مساعدة المعلمين على أن يروا غايات التربية الحقيقة في وضوح تام، وأن يدركوا ما تقوم به المدرسة من دور متميز في تحقيق هذه الغايات.

2-     الغاية والوسيلة: إذا حصر المعلم همه في مادته الدراسية، وقصر عنايته على أن يستوعبها التلاميذ، فأغلب الظن أن هذا المعلم سيختلط عليه الأمر، ويضل الطريق، فلا يفرق بين الغاية والوسيلة، وسيصبح تعليم مادته غاية في حد ذاته، وإلمام الطالب بها هدفاً يسخّر كل تدريسه لخدمته، وسوف ينسى كل القيم التي يهدف إلى تحقيقها بتدريس مادته، لذا من أبرز مهام الموجه التربوي أن يمد يد لعون للمعلم، حتى يساعده على التمييز بين الأهداف والوسائل.

3-     ربط مواد الدراسة: إن النظرة التي كانت سائدة عند المعلمين – ومازالت حتى الآن هي إغفال الربط بين المواد الدراسية التي يدرسونها وباقي المواد، بالإضافة إلى ذلك تجاهل الدور الذي تقوم به المدرسة بوصفها مؤسسة اجتماعية في خدمة العملية التربوية، ومن هنا فإنّ من مهام الموجه التربوي أن يمكّن المعلّم من رؤية مادته الدراسية في وضعها الصحيح مع سائر المواد الدراسية، والرابطة التي تجمعها معاً.

4-     تشجيع المعلمين على التفكير والتجريب المبني على أسس علمية مدروسة وتفكير سليم، واستخلاص النتائج، ومداومة القراءة والاطلاع لتنمية معلوماتهم، ومتابعة كل جديد.

5-     إدراك مشكلات النشء: يواجه الطلاب في مختلف المراحل التعليمية مشكلات كثيرة تعجز خبراتهم المحدودة عن التغلب عليها، ودور الموجه التربوي – هنا مساعدة المعلمين على إدراك مشكلات النشء وحاجاتهم إدراكاً واضحاً، على أن يبذلوا كل ما يستطيعون من جهد لإشباع هذه الحاجات، وإيجاد الجو المناسب الذي تتوطد فيه الصلة بين الطالب ومدرسته ومعلمه، ليطمئن إليه ويركن إلى نصائحه، ويتقبل إرشاده.

6-     تحسين الظروف المدرسية: إن من أهداف الإشراف والتوجيه الفني تحسين العلاقات بين المعلمين، وتقوية أواصر الانسجام والوّد والتعاون بين صفوفهم، كما يهدف إلى نموهم المهني أثناء اشتغالهم بوظائفهم، وتقديم ديموقراطية فعالة تعمل على ترقية التقدم المهني في المدرسة، وتساعد على تحسين كافة أنواع النشاط التي تقدمها للطلاب، ويهدف ذلك إلى تقريب المدرسة من المجتمع وتقوية صلتها به.

7-     ديمقراطية القيادة: يجب أن يكون الموجه ديموقراطياً في كل تصرفاته، وأن يتمسك بكل القيم التي يريد هو والمدرسون الذين يشرف عليهم أن يبثوها في نفوس التلاميذ، لأن القدوة أحسن أثراً من التلقين، ويقتضي هذا أن يتوافر الاحترام لكل فرد، وأن تكون حرية الكلام وإبداء الرأي مضمونة، وأن يسود استخدام المنطق، ويختفي الاحتماء في السلطة، وأن يحترم رأي الأغلبية في الأمور التي يحسمها أخذ الأصوات، ولباقة الموجه تقتضي منه أثناء الاجتماعات بلورة الأفكار التي كشفت عنها المجموعة، وترجمة ما يصدر من قرارات إلى إجراءات وأعمال.

8-     تنمية السلوك التربوي للمعلم: حيث يزوده الإشراف والتوجيه الفني بالثقافة والاتجاهات الفكرية والاجتماعية والقيم المناسبة لتحسين العلاقات الإنسانية، عن طريق تفهم أعمق للنفس وللأخرين، وتنمية القدرة على البحث.

9-     بناء قاعدة خُلقية: يهدف الإشراف والتوجيه الفني إلى بناء قاعدة خلقية صلبة بين جماعة المدرسين، وإلى توحيدهم في جماعة متعاونة يشد بعضها أزر بعض للوصول إلى أهداف عامة موحدة.

 لذا ينبغي أن يمتلك المشرف التربوي المؤهلات الدراسية، والكفايات المهنية، والسمات الشخصية التي تؤهله وتتناسب مع حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه من أجل تحقيق هذه الأهداف ، كما يستدعي تحقيقها ضرورة إدراك المجتمع التربوي التعليمي والمسؤولين عن التشريع والإدارة في مصر لأهمية الإشراف والتوجيه الفني في تحقيق النمو الشامل والمتكامل لرأس المال الفكري والموارد البشرية المتمثّلة في المتعلمين كخيار استراتيجي مستقبلي لمصر الثورة، وأن تعمل الأكاديمية المهنية للمعلمين على نشر ثقافة الإشراف الفني بمفاهيمه، وأهدافه، ووظائفه، وأدواره الحديثة التي تتناسب مع متطلبات مجتمع المعرفة.

Ø    خامساً: أنماط الإشراف والتوجيه الفني:

صنف الكثير من الباحثين التربويين في نتاجهم العلمي والتربوي أنماطًا للإشراف التربوي، تفصيلها فيما يلي:

1-  الإشراف الإبداعي Creative Supervision    

حيث يقتصر هذا النمط من الإشراف والتوجيه الفني على مجرد تقديم الأحسن، وتقديم أفضل نوع من النشاط الجمعي، بل يسعى إلى شحذ الهمم، وتحريك القدرات الخلاقة لدى المشرف التربوي لينتج أفضل ما يستطيع في مجال العلاقات الإنسانية، لاسيما وأن أسلوب تبادل الزيارات بين المعلمين يعتمد – في المقام الأول على مستوى العلاقات الإنسانية بين المعلمين أنفسهم وبين المعلمين والمشرف التربوي، وحتى يكون المشرف التربوي مبدعًا يجب أن يكون لدية الرغبة في التعلّم من الآخرين، كما يجب أن يؤمن بأهمية مبدأ الاستفادة من تجارب الآخرين، وخبراتهم، وتعزيز ذلك في نفوس المعلمين، وحثهم على الإبداع والابتكار في العملية التعليمية .

-         ويمتاز الإشراف الإبداعي بما يأتي:

§        حرية الفكر التربوي ومرونته.

§        حفز المعلمين على الاطلاع وتنمية معلوماتهم التربوية والعلمية.

§        الابتكار والإبداع عن طريق التجربة العلمية.

 

والإشراف الإبداعي من أنماط الإشراف والتوجيه الفني التي تناسب المشرف التربوي في تنفيذ وتطبيق أسلوب الزيارات المتبادلة بين المعلمين، وذلك لأنه يعطي المعلمين مساحة جيدة للتفكير والإبداع، ولا يقيده بنمط محدد وأسلوب واحد، بل يحفز المعلمين على الابتكار والانطلاق الفكري التربوي الجيد.

2-  الإشراف التشاركي Collaborative Supervision  

يعتمد هذا النمط من الإشراف والتوجيه الفني على مشاركة كل من له علاقة بالعملية التعليمية والتربوية، وخاصة المعلم الذي ينفذ أسلوب الزيارات المتبادلة، فهو يقوم بدور نقل الخبرات والتجارب في الميدان التربوي من خلال ممارسة أسلوب تبادل الزيارات، وهذا النمط يقوم كذلك على تكوين روح التفاهم بين المعلمين والتعاون والثقة

المتبادلة بين المعلم والمشرف، كما يسهم الإشراف التشاركي في تحسين العملية التعليمية التعلمية، وبناء شخصية متزنة لكل من المعلم والمشرف التربوي، وذلك لأنه يقوم على إتاحة الفرصة للمشاركة في تحديد آلية تنفيذ العملية التعليمية من خلال تبادل الزيارات بين المعلمين من خلال نموذج إشرافي حديث، وهو إشراف الرفاق الذي يتم باتفاق معلمين يقوم الأول بملازمة الثاني يوم – أكثر، يلاحظ سلوكه ثم يجلس الاثنان في نهاية الفترة يحللان الأحداث من وجهة نظرهما، وبعد ذلك قد يتبادل الطرفان المهمة لفترة زمنية جديدة ، وقد يتم إشراف الرفاق بين زميلين بغض النظر عن الخبرة والتخصص والتأهيل والمرحلة.

3-   إشراف الزمالة Peer Supervision

من المعروف أن مساعدة المعلم للمعلم تحدث بطرائق غير رسمية في تبادل المعلمين الأسئلة ويشتركون في المواد التعليمية ويتبادلون الأساليب والإجراءات، ومن واجب المشرفين التربويين أن يشجعوا عليها لتسهيل العملية التعليمية، ومن الممكن أن تعطى الفرص إلى معلم منتج فاعل بمهارة مناسبة ليشارك المشرف في نظام السلوك الإشرافي التربوي، كما يمكن أن تتاح الفرص كذلك للمعلمين لزيارة بعضهم البعض للمساعدة والوصف والتحليل والتعميم بعض السلوكيات التعليمية، ومن الأهم إتاحة الفرصة للمعلم الذي يحتاج للمساعدة أن يزور زميلاً له بهدف مشاركته في أساليب التعليم التي يستعملها، ويستطيع المعلمون أن يعملوا سوية ويتبادلوا الأدوار كمشرفين، فمثلاً يقوم المعلم بدور المشرف لزميل آخر ليساعد ويصف أساليب التعليم من خلال استخدامه لأشرطة التسجيل، وأشرطة الفيديو، أو  لتحليل أساليب التعليم بشكل فاعل. ويمكن للمعلمين أن يعملوا سوية لتحليل العملية كي تعمّم تطبيقاتها في المستقبل.

4-  الإشراف العيادي Clinical Supervision

حيث يعتمد هذا النوع من الإشراف والتوجيه الفني على خطوات متسلسلة ومتعاقبة تهتم بشأن أداء المعلم، ومرتكزة على اللقاء القبلي للملاحظة واللقاء البعدي للملاحظة للمعلم، ثم التقويم والمتابعة، ومن خلال اللقاءات سواء أكانت قبل الملاحظة أم بعدها فإنه من الممكن أن يمارس هذا النوع من الإشراف من خلال تبادل الزيارات بين المعلمين، وترصد اللقاءات ثم تلاحظ وتحلل، ويكون بعدها لقاءات أخرى ثم التقويم، ويتم التركيز في عملية الإشراف العيادي على التعاون المتبادل، والتطوير المهني للمعلمين في الميدان التربوي.

وقد أضاف البدري ثلاثة أنماط أخرى للإشراف التربوي، نوضحها فيما يلي:

5-  الإشراف التصحيحي:

يركز هذا النوع من الإشراف والتوجيه الفني على اكتشاف الأخطاء التي يقع فيها المعلم أو التي تكون موجودة بالمدرسة وتصحيحها.

6-  الإشراف الوقائي:

من خلال عمل المشرف، ومن خلال خبرته الواسعة بالتنبؤ بالأخطاء قبل وقوعها ويرى الباحث أن هناك عددًا من أساليب الإشراف والتوجيه الفني التي تتوافق مع هذه النوع من الإشراف مثل القراءة الموجهة والندوات والدروس النموذجية.

7-  الإشراف البنائي

في هذا النوع من الإشراف والتوجيه الفني يتجاوز المشرف التربوي مرحلة التصحيح إلى مرحلة البناء حيث إن الغاية من الإشراف البنائي لا تقتصر على التصحيح فقط وإنما تتجاوز ذلك إلى المستقبل بإشراك المعلمين في رؤية ما ينبغي أن يكون عليه التدريس الجيد وأن يشجع نموهم وأن يستثير المنافسة بينهم من أجل أداء أفضل ويوجهها لصالح التربوي، ويمكن تلخيص مهمة الإشراف البنائي في النقاط الآتية:

§        استخدام أفضل الإمكانات المدرسية والبيئية في خدمة التدريس.

§        العمل على تشجيع النشاطات الإيجابية وتطوير الممارسات القديمة.

§        إشراك المعلمين في رؤية ما يجب أن يكون عليه التدريس الجيد.

Ø    سادساً: أهم صفات الموجه الفني كقائد تربوي ناجح فيما يلي:

§           الذكاء: إن الموجه الفني الناجح هو الذي يملك عقلًا متفتحًا وبصيرة ثاقبة وقدرة على مسايرة التطورات وتعلم الجديد.

§        المبادأة والابتكار: أن القائد الناجح هو الذي يبادر في مواجهة مختلف المواقف ويحس التصرف، ويتخذ القرارات الملائمة ويستنبط الحلول، ويجد الوسائل الكفيلة لحل مشكلات المجموعات التي يشرف عليها أو المشكلات المختلفة التي تظهر في الوسط المدرسي.

§        الإقدام والثقة بالنفس: ينبغي أن يكون الموجه الفني قائد شجاع غير متذبذب كله ثقة وحزم، لكي يستطيع أن يتخذ القرارات ويواجه الطوارئ وبالتالي تلتف مجموعته حوله وتقوى ثقتها به.

§        النضج الانفعالي: إن الموجه الفني الأصلح للقيادة هو ذلك الشخص الذي يملك القدرة على مواجهة المواقف والتعامل مع الآخرين بثبات واستقرار وضبط النفس حيث يكظم انفعالاته ولا يترك مكانًا للتردد والتحيز مما يجسد المناخ التربوي الملائم ونوعًا من التوافق النفسي والاجتماعي للمجموعات المدرسية.

§        التعاون والتفاعل الاجتماعي: إن القائد الذي نحتاجه هو الذي يملك القدرة على الإيحاء للآخرين ويشحذ هممهم ويوحد جهودهم ويعزز روح التعاون بينهم ويوجه نشاطاتهم لخدمة أهداف المدرسة.

§        القدرة على الإقناع: يجب على القائد التربوي أن يملك القدرة على إقناع أفراد مجموعته من حيث المواقف التي يتخذها والقرارات التي يصدها ويسعى جاهدًا إلى كسب ثقتهم وتأييدهم ولا شك أن حماس المدير وفهمه للآخرين هو أساسه ذلك.

§        قدرة التعبير: ويعني ذلك الطلاقة اللفظية وحسن اختيار الكلمات من قبل الموجه تجعله يحرر رسائله بوضوح كما تجعل الاتصال بينه وبين أفراد مجموعته فعالًا وسهلًا حيث يتم التفاهم والتفاعل والتواصل بعيد عن أي تعقيد أو غموض.

§        الصبر والمثابرة والطموح: إن العمل التربوي والقيادة يتطلبان موجهاً مثابرًا يطمح إلى الأفضل، طويل النفس لا يتردد ولا يتراجع مهما كانت صعوبة الموقف ويسعى إلى إدارة مدرسته بحنكة وعزم وبأساليب متجددة حتى يصل إلى تحقيق مبتغاه المتمثل في تحقيق الأهداف التربوية.

§        تحمل المسؤولية: على الموجه الفني كقائد تربوي أن يعي واجباته ويفهم دوره الحقيقي والمسؤولية الملقاة على عاتقه لأن القيادة التربوية الناجحة ليست وظيفة أو جاهًا، بل هي مسؤولية وأمانة لذا وجب عليه تحملها والتفاني في خدمتها والإخلاص فيها.

§        القدرة على الإدراك والتحليل: على القائد التربوي أن يكون ثاقب البصر دقيق الملاحظة، مدركا لجميع التفاصيل حيث يحلل المشكلة إلى عناصرها الأساسية ويبث فيها بهدوء وتأني ووعي، حيث يتعامل بهذا الأسلوب مع كل القضايا المطروحة في مدرسته ليكون بالفعل جديرًا وأهلًا للقيادة التربوية.

§        القدرة على إدارة العلاقات: ونعني بذلك في يشجع الموجه الفني كل أنواع التفاعل بين أعضاء فريقه، وينمي فيهم العلاقات البناءة والمثمرة والتواصل الفعال وذلك في جو يسوده الاحترام والثقة والتفاهم، مما يزيد في تماسك أفراد المجتمع والتفافهم حول قائدهم وبالتالي توحيد كل الطاقات والجهود الجميع وتوجيهها نحو خدمة الأهداف السامية للتربية والتعليم.

§        القدرة على التعليم والتدريب: يعتبر الموجه الفني كقائد تربوي معلماً ومدربًا فهو يملك مهارات وخبرات بإمكانه أن ينقلها إلى الآخرين لتحسين سلوكياتهم المتعلقة بالأداء في العمل وذلك عن طريق التعليم والتدريب.

§        حسن الخلق: إن المدرسة كمؤسسة تربوية تحتاج إلى قائد صادق في أقواله وأفعاله، حسن المعاملة، واسع الصدر الخير والصلاح، محبًا لعمله متفانيًا في خدمة أبناء مجتمعه.

§        المظهر الشخصي: إن المظهر الشخصي للموجه الفني لا يقل عن جوهره فحسن مظهره المدير وهندامه لهما الأثر البارز في مواقف العملية التعليمية كقائد تربوي.

نستنتج من كل ما سبق أن الموجه الفني كقائد تربوي من الضروري أن تتوافر فيه مجموعة من الصفات العقلية والاجتماعية والانفعالية والأخلاقية التي تسمح له بممارسة دوره كقائد تربوي بكفاءة ونجاح، وأن أهم ما يجب أن يتميز به الموجه الفني هو الذكاء الشخصي والاجتماعي (الذكاء الانفعالي) وما يتضمنه من اتزان انفعالي، وضبط النفس ومشاركة وجدانية... الخ.

Ø    سابعاً: مهارات الموجه الفني:

لا شك أن الموجه الفني يجب أن يتميز بصفات أو مهارات تساعده على التأثير في سلوك تابعيه وتحقيق أهداف التوجيه الفني، ولكي يستطيع الموجه الفني تفهم الأطراف الثلاثة لعملية القيادة وهي (القائد – التابعون – الموقف) فلا بد أن يحوز أو يكتسب أربع مهارات وذلك لكي يبلغ أهداف العمل ويرفع الإنتاجية من ناحية، ويحقق أهداف الأفراد ويرفع درجة رضاهم من ناحية أخرى، وهذه المهارات هي:


المهارات القيادية:

§           إدارة الذات: فالقائد لا يمكن أن ينجح في التعامل مع الآخرين وقيادتهم ما لم يكن ناجحًا في تعامله مع نفسه.

§     إدارة الوقت: هي " توفير واستغلال وقت العمل الرسمي للتركيز على النشاطات التي تجعل من الموجه الفني قائدًا فعالًا.

§     إدارة التغيير: هي "التدخل المنظم الذي يقوم به القائد أو يشرف عليه لإحداث تغيير مدروس ومخطط في عناصر العمل التنظيمي، بحيث يكون موجهًا نحو غايات معينة، ثم التحكم في مساره وأهدافه وطريقة تنفيذه “.

§     إدارة ضغوط العمل: هي" تلك المثيرات النفسية والفسيولوجية التي تضغط على الفرد، وتجعل من الصعب عليه أن يتكيف مع المواقف، وتحول دون أدائه عمله بفعالية.

§     إدارة الصراع (الخلافات): ويقصد بالصراع " ذلك السلوك الفردي أو الجماعي الذي يحدث في المنظمة، ويؤدي إلى منع أو إعاقة فرد أو جماعه في التنظيم من تحقيق أهداف معينة".

§     إدارة الإخفاق: على القائد لكي يكون ناجحا فى إدارة الإخفاق اتخاذ عددا من الإجراءات مثل:

ü   توقع حدوث الأخطاء والإخفاقات

ü   المبادرة إلى تحليل الخطأ أو الفشل لمعرفة أسبابه وكيفية علاجه.

ü   وضع خطة علاجية مفصلة لمواجهة الإخفاق.

ü   أن يشرك الموجه الفني مرؤوسيه في تحليل مواطن الخلل، والاستفادة من الأخطاء، ومن مواضع الإخفاق كدروس تدريبية.

ü   عدم اليأس وبث الروح المعنوية العالية عند المرؤوسين.

§     إدارة الاجتماعات: وتعدّ الاجتماعات أهم الأنشطة التي يمارسها القادة الإداريون. وللتعرف على أفضل سبل إدارة الاجتماعات، فعلى الموجه الفني أن يعرف أولا ما أهم أسباب عدم فعالية الاجتماعات.

1.   المهارات الفنية:

 ويقصد بالمهارات الفنية، مدى كفاءة الموجه الفني فى استخدام الأساليب والطرائق الفنية أثناء ممارسته لوظيفته ومعالجته للمواقف المتعلقة بالعمل، والمهارات الفنية تتطلب قدرًا معينًا من المعارف والحقائق العلمية والعملية التي يتطلبها نجاح العمل الإداري وكذلك أن يكون الموجه الفني مجيدًا لعمله متقنًا إياه، ملما بأعمال مرؤوسيه من ناحية طبيعة الأعمال التي يؤدونها، عارفا لمراحلها وعلاقاتها ومتطلباتها، وبإمكانه استعمال المعلومات وتحليلها ومدركا وعارفا للطرائق والوسائل المتاحة والكفيلة بإنجاز العمل، ومن أهم الخصائص المميزة للمهارة الفنية تتمثل بما يلي:

§        أنها أكثر تحديدًا من المهارات الأخرى أي أنه يمكن التحقق من توافرها لدى القائد بسهولة لأنها تبدو واضحة أثناء أدائه لعمله.

§        أنها تتميز بالمعرفة الفنية العالية والمقدرة على التحليل وعلى تبسيط الإجراءات المتبعة في استخدام الأدوات والوسائل الفنية اللازمة لإنجاز العمل.

§        أنها مألوفة أكثر من غيرها لكونها أصبحت مألوفة في الإدارة الحديثة وفي عصر التخصص.

§        هي أسهل في اكتسابها وتنميتها من المهارات الأخرى ومن أهم السمات المرتبطة بها: القدرة على تحمل المسئولية، والفهم العميق والشامل للأمور، والحزم، والإيمان بالهدف.

2.   المهارات الإنسانية:

 وتعني المهارات الإنسانية، قدرة تعامل الموجه الفني كقائد تربوي بنجاح مع الآخرين وتنسيق جهودهم وخلق روح التعاون الجماعي بينهم، في ظل بناء منسجم ومتكامل وهذا يتطلب، وتتعلق المهارات الإنسانية بالطريقة التي يستطيع بها رجل الإدارة التعامل بنجاح مع الآخرين ويجعلهم يتعاونون معه، ويخلصون في العمل، ويزيد من قدرتهم على الإنتاج والعطاء، وتتضمن المهارات الإنسانية مدى كفاءة رجل الإدارة في التعرف على متطلبات العمل مع الناس كأفراد ومجموعات.

إن المهارات الإنسانية الجيدة تحترم شخصية الآخرين، وتدفعهم إلى العمل بحماس وقوة دون قهر أو إجبار، وهي التي تستطيع أن تبني الروح المعنوية للمجموعة على أساس قوى، وتحقق لهم الرضا النفسي, وتولد بينهم الثقة والاحترام المتبادلة, وتوحد بينهم جميعا في أسرة واحدة متحابة متعاطفة، ومن أهم المهارات الإنسانية للقائد:

§        الاتصال الفعال بين الأفراد والمجموعات.

§        التعرف على الفروق الفردية بين الأفراد وقيمهم واتجاهاتهم.

§        توثيق الصلة بين أولياء أمور التلاميذ والمدرسة بهدف المساهمة في حل مشكلات التلاميذ.

§        التعاون بين المدرسة والبيئة المحلية في إقامة المشروعات التي تخدم أبناء الحي.

§        مراعاة الجانب الإنساني والعلاقات الإنسانية في طريقة معاملته للمعلمين والتلاميذ والعاملين بالمدرسة.

§        الاتصال التربوي بين الإدارة المدرسية والإدارة التعليمية التي تتبعها المدرسة.

§        اتخاذ القرار في حضور جميع العاملين في المدرسة.

§        فهم التلاميذ ومعرفة خصائصهم وحاجاتهم ليسهل توجيههم عن طريق المعاملة الحسنة بين التلاميذ وتنمية روح المنافسة الشريفة بينهم.

§        الاهتمام بالمعلمين المستمرة فى الفصول الجدد ورعايتهم وتوجيههم للطرائق السليمة لتحسين كفاءتهم فى التدريس بمساعدتهم على استخدام الوسائل التربوية الحديثة.

§        المتابعة الميدانية للمعلمين وزيارتهم.

3.   المهارات التنظيمية:

وهي أن ينظر الموجه الفني للمنظمة على أساس أنها نظام متكامل، ويفهم أهدافها وأنظمتها وخططها، ويجيد أعمال السلطة والصلاحيات، وتنظيم العمل وتوزيع الواجبات وتنسيق الجهود ويدرك جميع اللوائح والأنظمة، ورؤية التنظيم الذي يقوده، وفهمه للترابط بين أجزائه ونشاطاته وأثر التغيرات التي قد تحدث في أي جزء منه على بقية أجزائه وقدرته على تصور وفهم علاقات الموظف بالمؤسسة وعلاقة المؤسسة ككل بالمجتمع الذي يعمل فيه، ومن الضرورة أن يمتلك الموجه الفني خصائص مهنية تمثل جوهر العمل الإداري والفني، وهي خصائص تميز الموجه الفني الذي يتخذ من مركزه الوظيفي مهنة يؤمن بها، وينتمي إليها ويلتزم بقواعدها الأخلاقية.

4.   المهارات الفكرية:

 وهي أن يتمتع الموجه الفني بالقدرة على الدراسة والتحليل والاستنتاج بالمقارنة، وكذلك تعني المرونة والاستعداد الذهني لتقبل أفكار الآخرين، وكذا أفكار تغير المنظمة وتطويرها حسب متطلبات العصر والظروف.

وتتعلق المهارات الفكرية للموجه الفني بمدى كفاءته في ابتكار الأفكار والإحساس بالمشكلات والتفنن بالحلول والتوصل إلى الآراء والمهارات الفكرية، وهذه ضرورة لمساعدة رجل الإدارة في النجاح في تخطيط العمل وتوجيه وترتيب الأولويات وتوقع الأمور التي يمكن أن تحدث في المستقبل، أي ترقب الأحداث وما يترتب على ذلك من تقليل المخاطر أو الخسارة في تحقيق الفائدة المرجوة، ويستخدم الموجه الفني هذه المهارات في ممارسته لأعماله، وتعد أصعب المهارات بالنسبة له في تعلمها واكتسابها.

لذا يجب أن يلم الموجه الفني إلمامًا كافيًا بالعديد من الفلسفات والتصورات والأفكار، والمداخل والأساليب المختلفة لمعالجة المواقف والمشكلات اليومية لإدارة وتنظيم العمل الفني، وذلك للحد من حدة الصراعات اليومية بين المعلمين والتلاميذ، والبيئة الخارجية، الأمر الذي يسهل له أن ينمو بمن يوجههم بطريقة فعالة وكفاءة عالية، وبالتالي يرفع من مستواهم العلمي والاجتماعي.


ثامناً: أدوار الموجه الفني:

إن المتبع للسلوك اليومي للموجه الفني يلاحظ أن دوره يصب في الجانب القيادي (الفني) المتمثل في تطوير المناهج، وزيادة فعالية التعليم والتعلم، ومساعدة التلاميذ على التحصيل المعرفي والنمو السليم وكذا مساعدة المعلمين على النمو المهني وتطوير مهاراتهم في التدريس بالإضافة إلى ترقية وتوثيق العلاقة بين المدرسة والمجتمع.

وتتحدد الوظائف الأساسية للقيادة الفنية في مجموعة من المهام وتختلف هذه الوظائف باختلاف طبيعة المؤسسة ومن المهام التي يجب أن يقوم بها الموجه الفني كقائد ما يلي:

§     القائد كمصدر للفكر: يجب أن يتوفر في القائد قدر من المعرفة الواعية التي تجعله المصدر الموضوعي لأفراد مجموعته وقائدها الروحي.

§     القائد كخبير: فالقائد في الغالب مصدر المعرفة والخبرة في المؤسسة ففي بعض المؤسسات تكون القيادة لمن يتميز بالمعرفة والخبرة الفنية والإدارية.

§     القائد كمبرمج للسياسة: حيث يتولى القائد وضع السياسة العامة للمؤسسة ويحدد الأهداف الاستراتيجية والتكتيكية لها.

§     القائد كمخطط: فالقائد يتولى وضع الخطط وأساليب العمل ووسائل التنفيذ والبرنامج الزمني.

§     القائد كنموذج وقدوة ورمز: فهو يمثل السلوك القيادي النموذجي في العلاقة مع المجموعة ويقدم المثل الأعلى والقدوة للتعامل في تحمل المسئولية وضبط العمل وبذل الجهد.

§     القائد كممثل خارجي للمؤسسة: فهو يقوم بتمثيل المؤسسة في علاقاتها الخارجية للتعبير عن حاجاتها والتزاماتها مع الآخرين.

§     القائد كمؤثر على العلاقات الداخلية: فيقوم ضمن واجباته القيادية بوظيفة تنظيم العلاقات الداخلية للمؤسسة، فهو يقوم بدور المسيطر والوسيط بين أفراد المؤسسة.

§     القائد كمصدر لإصدار التقويمات الإيجابية والسلبية: فهو يتميز بقدرته على كيفية منح الثواب أو العقاب من خلال الخبرة وتوفر عامل العدالة.

§     القائد كراع أبوي: فيقوم بالدور الأبوي الإنساني لكل عضو في المجموعة، حيث يتعرف على أوضاع كل فرد، ومعاناته الشخصية، ويساعده في علاج مشاكله، وهو أيضًا يهتم بأفراد المجموعة ويرعى مصالحهم.

 

Ø       تاسعاً: مجالات عمل الموجه الفني:

1-النمو المهني للمعلمين:

 يشكل النمو المهني للمعلمين واحدًا من أولويات العمل الإداري المدرسي؛ ذلك أن المعلم يشكل الوسيط المعرفي بين الطالب والمنهاج، وهو من ينفذ الموقف التعليمي التعلمي، فإن امتلك المعلم الكفايات المطلوبة أمكنه تحقيق النجاح في التخطيط والتنفيذ والتقويم للموقف التعليمي التعلمي بكل ما يحتويه من معارف ومهارات واتجاهات؛ والمعارف والمهارات والاتجاهات هي نتائج الخبرة التعليمية التعلمية التي لا بد للمتعلم من اكتسابها بعد مروره بالخبرة اللازمة، وعليه فالنتائج الجيدة للمتعلمين موهون تحقيقها بكفايات المعلم ولا تتطور الكفايات ولا تتحسن إلا بالعمل الإشرافي التكاملي تحت إشراف الموجه لتحقيق النمو المهني السليم للمعلمين من خلال تحسين كفاياتهم في التخطيط والتنفيذ والتقويم للموقف التعليمي التعلمي.

ومن أهم ما يقوم به الموجه الفني في هذا المجال:

§        التخطيط لتنمية مهنية متجددة ومستمرة للمعلمين.

§        عقد اللقاءات بعد كل عملية توجيه بها.

§        متابعة مذكرات تحضير المعلمين وتزويدهم بتغذية راجعة هادفة.

§        تشجيع وتنسق تبادل الزيارات الصفية الهادفة بين المعلمين.

§        حث المعلمين على التنويع في استراتيجياتهم التدريسية.

§        عقد وتنظيم الندوات والمشاغل التربوية.

§        تنفيذ زيارات إشرافية مبرمجة ومجدولة زمنيًا.

§        تبصير المعلمين بالأساليب الفاعلة لإدارة الصف.

§        تكوين وإدارة وتشجيع مجتمعات التعلم المهنية.

2-التعليم والتعلم:

 يمثل هذه الجانب بمكوناته المختلفة أساسًا هامًا وغاية رئيسة في ميدان التوجيه الفني ذلك أن التعليم والتعلم عملية تتكامل فيها مجموعة العناصر المرتبطة بالعملية التعليمية التعلمية، فالمعلم والطالب والمنهاج والأهداف التربوية تشكل مجتمعة مربعًا تعليميا يتوسطه الموجه الفني ومدير المدرسة للعمل من أجل عناصر المربع التعليمي بطريق تتحقق معها غايات العملية التعليمية التعلمي، ومن أهم ما يقوم به الموجه الفني في هذا المجال:

§     يبحث المشكلات التعليمية الخاصة بالطلبة مع مديري المدارس والمعلمين.

§     يساعد المعلمين في التعامل مع الطلبة المتأخرين والمتفوقين دراسيًا.

§     يبين طرائق التقييم المناسبة للكشف عن مستوى تحصيل الطلبة.

3-القيادة والتخطيط:

يشكل مجال القيادة والتخطيط جانبًا جديدًا للموجه الفني في العهد الجديد إذ بدون الروح القيادية وبدون كفاية التخطيط لا تسير الأمور بنظام ولا تتوافر القدرة في التأثير بالآخرين كما أن غياب القيادة وغياب التخطيط معناه غياب النظام وغياب الإنتاجية وغياب الالتزام، وغياب النظام والإنتاجية والالتزام معناه غياب النجاح واستشراء الفشل، ومن أهم ما يقوم به الموجه الفني في هذا المجال ما يلي:

§     يتابع دوام جميع العاملين في المدرسة وينظم وقته بشكل فعال ومثمر.

§     يستثمر الجهود الجماعية في التخطيط للأعمال الإشرافية.

§     يبتعد عن التدخل التعسفي في أعمال العاملين.

§     يطلع العاملين على التعليمات والكتب الرسمية التي تعنيهم.

§     ينظم جدولا زمنيًا لمواعيد الاجتماعات والزيارات والأنشطة الإشرافية المتنوعة.

§     ينمي روح المبادرة والإبداع لدي العاملين، وينوع في أساليبه القيادية في المواقف التربوية.

§     إبداء الرأي في حركة التشكيلات السنوية تحقيقًا لمبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب.

§     يتعاون مع المعلمين ويناقشهم في المسائل الفنية والإدارية في العمل.

§     يلتزم ببناء علاقات إنسانية مع كل أطرف العملية التربوي من معلم ومشرف وزائر.

§     يعمل على إيجاد أكثر من بديل لحل المشكلات المدرسية.

§     يظهر حماسا حقيقا أثناء قيامه بمهماته القيادية وأدائه لعمله.

§     يلم بالتشريعات التربوية السارية ويعممها.

4-الشراكة مع المجتمع المحلي:

 ومن أهم ما يقوم به الموجه الفني في هذا المجال ما يلي:

§     يدعم التفاعل بين المدرسة والمجتمع ويكون قدوة في ذلك.

§     يتيح الفرص للمجتمع المحلي بالإفادة من الخدمات والتسهيلات المدرسية.

§     يتقبل الملاحظات من أفراد المجتمع المحلي.

§     يعمل على غرس الاتجاهات الإيجابية نحو المدرسة.

5-إثراء المناهج

ومن أهم ما يقوم به الموجه الفني في هذا المجال ما يلي:

§     يؤكد على استخدام الكتاب المدرسي.

§     يتابع ما أنجزه المعلمون من الناهج المقررة.

§     يتابع توفير الكتب الإضافية المناسبة لدعم المنهاج المدرسي.

 

 

تعليقات